
الفاشر يا صنوة العاصمة !
كتب/ عبدالرحمن سورتود
………………………..
كثير من المواقع الاستراتيجية والمدن الكبيرة قد سقطت بيد التمرد ، أو تم احتلالها ، ولم تتهدد بسقوطها أو احتلال واحدة منها ” وحدة السودان ” ولا كيانه !
فقد سقطت مدينة ود مدني عاصمة الجزيرة وأكبر مدن السودان بعد العاصمة ، والسودان بعد سقوطها كان هو السودان !
وسقط القصر الجمهوري – بجلالة قدره ، وهو عاصمة العاصمة – ولم تهتز بسقوطه وحدة السودان وكيانه بذرة !
لذا، فعنوان ” الفاشر يا صنوة العاصمة ” ربما يظن البعض أنه من مجازات عناوين المقالات التي تجوز فيها المبالغات ، ولكن هذا العنوان عندي عاجز وقاصر عن بلوغ نصاب تجلجلت في خاطري من حقيقة ، فكان هذا العنوان جَهدي !
فالفاشر فوق أنها صنوة العاصمة في الصمود والثبات – حيث لم تهدأ موجات الهجوم عليها منذ بدء هذه الحرب ومنذ الهجمات الأولى على مدرعات العاصمة ومازالت تتلقى الهجمات صباح مساء – فوق هذا – فإنها صنوة العاصمة في هذه الحرب من الأهمية ، وقد كتب الكثيرون في أهمية مدينة الفاشر في هذه الحرب بما لا يحتاج الى تكرار ..
ولكن الذي يمكن أن يقال هو إن اشتداد وتيرة هجمات التمرد على مدينة الفاشر الان لهو مؤشر على امور هامة ، أهمها أن هدف التمرد قد تحول من مشروع حكم السودان الى مشروع حكم إقليم دارفور ، وهذا رغم أنه انحسار في مشروعه ، ومؤشر عجز في حقه ، إلا أنه أخطر من مشروعه في حكم السودان كله .. لان مشروع حكم السودان كان مشروعاً مغامراً و” استحالة” عالية بعيدة التحقيق !
فبالتأكيد ان هذا التحول قد أتى من نصح الأطراف الخارحية الداعمة للتمرد والتي لها مصالح في فصل إقليم دارفور عن السودان . وكذلك.. تسمية هذه الأطراف لا تحتاج !
فالفاشر اليوم هي جوبا الميل40 وزيادة .. ورجالها هم رجال الميل40 وزيادة !
فلا سقوط ولا “يحزنون ” ، إنما نصر من الله ، وفتح قريب ، ويومئذ يفرح كل السودان بنصر الله ، ينصر من يشاء ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم غافلون ..
وسورتود يحييكم ،،،،،