مقالات

استراتيجيات الطوارئ النفسية: كيف نعالج القلق في مخيمات اللاجئين؟

خرطوم سبورت

استراتيجيات الطوارئ النفسية: كيف نعالج القلق في مخيمات اللاجئين؟

في ظل الأزمات الإنسانية الناتجة عن الحروب والكوارث، تصبح الصحة النفسية تحديًا بالغ الأهمية، خاصة في مخيمات اللاجئين التي تعج بآلاف النازحين ممن فقدوا منازلهم، وأحباءهم، وشعورهم بالأمان. يعتبر القلق أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في هذه البيئات، ويتطلب تدخلات طارئة مخصصة لتخفيف حدته ودعم الصحة النفسية الجماعية.

أولاً: فهم طبيعة القلق في بيئة اللجوء

اضطرابات القلق في مخيمات اللاجئين تتفاقم نتيجة مجموعة من العوامل مثل:
• الصدمة السابقة من الحروب أو العنف.
• انعدام الأمان والاستقرار.
• فقدان السيطرة على المستقبل.
• الظروف المعيشية القاسية.

وتشمل أعراض القلق: الأرق، التوتر المستمر، نوبات الهلع، صعوبة في التركيز، واضطرابات جسدية كالصداع أو آلام المعدة.

ثانيًا: استراتيجيات الطوارئ النفسية لعلاج القلق

1. الدعم النفسي الأولي (Psychological First Aid – PFA)
• تدريب العاملين على تقديم تدخلات سريعة ولطيفة لطمأنة المتضررين.
• تقديم الاستماع النشط، وتوفير معلومات بسيطة، وإحالة الحالات الشديدة.

2. برامج الدعم الجماعي
• إنشاء مجموعات دعم يقودها متخصصون نفسيون أو أشخاص مدربون من داخل المخيم.
• تشجيع الناس على مشاركة تجاربهم مما يساعد في تقليل الإحساس بالعزلة.

3. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
• يمكن تطبيقه من خلال جلسات فردية أو جماعية.
• يُستخدم لتعديل الأفكار السلبية ومساعدة الأفراد على تطوير استراتيجيات للتعامل مع القلق.

4. العلاج بالفن أو اللعب
• فعال خاصة مع الأطفال.
• يسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم بطريقة غير مباشرة.

5. توفير بيئة آمنة ومنظمة
• إنشاء مساحات مخصصة للراحة، وأنشطة ترفيهية للأطفال، وتعزيز الروتين اليومي.
• الشعور بالسيطرة والنظام يقلل من التوتر ويعزز الطمأنينة.

6. الرعاية الدوائية للحالات الشديدة
• في حال وجود مختصين وأدوية متاحة، يمكن استخدام مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب تحت إشراف طبي.

ثالثًا: التحديات التي تواجه علاج القلق في المخيمات
• نقص الكوادر المتخصصة.
• قلة الموارد والأدوية النفسية.
• وصمة العار المرتبطة بالعلاج النفسي.
• عدم وجود خصوصية أو أماكن مناسبة للجلسات النفسية.

رابعًا: توصيات لتحسين الاستجابة النفسية
• دمج خدمات الصحة النفسية ضمن برامج الإغاثة الإنسانية.
• تدريب فرق الإغاثة على أساسيات الدعم النفسي.
• إشراك قادة المجتمع المحلي في برامج التوعية.
• التوسع في العلاج عن بُعد أو عبر الوسائط البسيطة عند الحاجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى