
“الظروف المعيشية ومخاطر العدوى: الجرب والطفيليات في بؤر النزوح”
تُعدّ أماكن النزوح بيئات عالية الخطورة من الناحية الصحية، نظرًا للاكتظاظ السكاني، وضعف البنية التحتية، ونقص خدمات النظافة الشخصية والصرف الصحي. وتزداد حدة هذه التحديات مع تزايد معدلات الإصابة بأمراض الجلد المعدية، وعلى رأسها الجرب والعديد من الطفيليات الخارجية والداخلية، ما يشكل تهديدًا صحيًا عامًا للمقيمين في تلك المناطق وللجهات الصحية على حد سواء.
ما هو الجرب؟
الجرب (Scabies) هو مرض جلدي معدٍ تسببه Sarcoptes scabiei، وهي سوسة ميكروسكوبية تحفر في الطبقات السطحية من الجلد لتضع بيضها. ويُعد من الأمراض التي تنتقل بسهولة شديدة عن طريق الاتصال الجسدي المباشر، أو من خلال مشاركة الملابس أو المفروشات، مما يجعل بيئات النزوح أرضًا خصبة لانتشاره.
العوامل المساعدة على تفشي الجرب والطفيليات في أماكن النزوح
1. الازدحام الشديد: حيث يسكن عدد كبير من الأفراد في مساحات ضيقة، ما يسهّل انتقال العدوى.
2. نقص المياه ومستلزمات النظافة: يؤدي إلى انخفاض مستوى النظافة الشخصية، وهو عامل رئيسي في تفشي الطفيليات.
3. ضعف النظام الصحي: غالبًا ما تعاني هذه المناطق من نقص في الكوادر الطبية والعلاجات المناسبة، مما يؤخر تشخيص المرض وعلاجه.
4. نقص التوعية الصحية: الكثير من السكان لا يدركون طرق العدوى أو الوقاية، ما يزيد من انتشار الأمراض.
5. الظروف النفسية والاجتماعية: القلق والتوتر الناتج عن النزوح قد يؤدي إلى إهمال العناية الذاتية والصحية.
الطفيليات الأخرى المنتشرة في بؤر النزوح
بالإضافة إلى الجرب، تشهد هذه المناطق انتشارًا واسعًا لأنواع أخرى من الطفيليات، منها:
• القمل (Pediculosis): يهاجم فروة الرأس وينتقل بسهولة عبر التلامس أو الأغراض الشخصية.
• الديدان المعوية: تنتقل بسبب المياه الملوثة أو الأطعمة غير النظيفة.
• البراغيث والبعوض: تتكاثر في البيئات المزدحمة والرطبة، وتساهم في نقل أمراض أخرى كحُمّى الضنك والليشمانيا.
المضاعفات الصحية المحتملة
رغم أن الجرب والطفيليات غالبًا ما تكون أمراضًا بسيطة يمكن علاجها، فإن تأخر التشخيص والعلاج قد يؤدي إلى:
• التهابات جلدية ثانوية مثل الدمامل والخراجات.
• تجرثم الدم (Sepsis) في الحالات الشديدة.
• معاناة نفسية واجتماعية بسبب الحكة المستمرة والمظهر الخارجي.
• تفشي وبائي في حال عدم التدخل السريع.
الاستجابة الطبية المطلوبة
لمنع تفاقم الوضع الصحي، يجب على الجهات الصحية والمنظمات الإنسانية:
• توفير العلاجات الموضعية والفموية للجرب والطفيليات.
• تنظيم حملات توعية حول النظافة الشخصية وطرق الوقاية.
• تحسين البنية التحتية للنظافة والصرف الصحي.
• دعم برامج الفحص والعلاج الجماعي (Mass Treatment).
• متابعة الحالات والتأكد من شفاء المخالطين لمنع إعادة العدوى.