مقالات

الدواء لا يُشفى والغذاء لا يُغذي: أزمة التبريد في المناطق المتأثرة بالحروب

خرطوم سبورت

الدواء لا يُشفى والغذاء لا يُغذي: أزمة التبريد في المناطق المتأثرة بالحروب

التبريد ليس رفاهية تقنية، بل عنصر حاسم في حماية الصحة وضمان فعالية العلاج وسلامة التغذية. في المناطق المحرومة، يمثل غيابه ثغرة خطيرة في منظومة الرعاية الصحية والغذائية، تستدعي اهتمامًا عاجلًا من الجهات الصحية والإنسانية. لأن الدواء الذي لا يُشفى، والغذاء الذي لا يُغذي، يتحولان إلى عامل خطر بدلًا من أن يكونا وسيلة للحياة.

أهمية التبريد في حفظ الأدوية

العديد من الأدوية الحساسة تعتمد على سلاسل تبريد صارمة تبدأ من التصنيع وتنتهي عند المريض. من أبرز هذه الفئات:
• اللقاحات: تتطلب درجة حرارة بين 2 – 8 مئوية للمحافظة على فعاليتها المناعية.
• الأنسولين: يفقد خصائصه العلاجية عند التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، ما يعرض مرضى السكري لمضاعفات خطيرة.
• المضادات الحيوية السائلة وبعض المحاليل الوريدية: تتغير خواصها الكيميائية عند التخزين غير المناسب، مما يهدد سلامة المريض.

عند فساد هذه الأدوية نتيجة فقدان التبريد، لا تظهر دائمًا علامات خارجية، مما يُصعّب كشفها، ويزيد من احتمالية إعطائها للمرضى دون فائدة، أو بأسوأ الحالات، بتأثيرات ضارة.

أثر غياب التبريد على الغذاء في المجتمعات المحرومة

في غياب التبريد، تخضع الأطعمة سريعة التلف لفساد ميكروبي سريع. من أكثر الأطعمة عرضة للخطر:
• اللحوم ومنتجات الألبان: يتكاثر فيها البكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية.
• المنتجات المطهية مسبقًا: تفقد صلاحيتها بسرعة في درجات حرارة مرتفعة.
• الخضروات والفواكه: تنخفض قيمتها الغذائية وتصبح بيئة خصبة للعفن والفطريات.

هذا يؤدي إلى ارتفاع حالات:
• التسمم الغذائي الحاد.
• الإسهال وسوء الامتصاص، خصوصًا عند الأطفال.
• سوء التغذية المزمن الناتج عن استهلاك طعام فاسد أو غير مغذٍ.

العوامل المساهمة في تفاقم أزمة التبريد
• انعدام البنية التحتية الكهربائية أو الاعتماد على مصادر طاقة غير مستقرة.
• سوء التوزيع وسلاسل الإمداد الضعيفة.
• نقص المعدات المخصصة للتبريد في المرافق الصحية.
• عدم توفر حلول بديلة مثل التبريد الشمسي أو تقنيات الحفظ الجاف.
• انخفاض مستوى الوعي المجتمعي بمعايير التخزين الآمن.

النتائج الصحية المترتبة على فساد الدواء والغذاء
1. فقدان الثقة في الأنظمة الصحية والغذائية.
2. زيادة مقاومة المضادات الحيوية نتيجة استخدام مضادات فقدت فعاليتها.
3. انتشار الأمراض المعدية والتسممات الغذائية.
4. تفاقم حالات سوء التغذية لدى الأطفال والحوامل.
5. ارتفاع معدلات الوفاة في بعض الفئات الضعيفة مثل كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.

استراتيجيات مقترحة للتخفيف من الأزمة
• توفير أنظمة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية في المناطق التي تفتقر للكهرباء.
• تعزيز سلاسل التبريد في برامج المساعدات الإنسانية والنقل الطبي.
• تدريب العاملين الصحيين على اكتشاف علامات تلف الأدوية والتعامل معها.
• نشر التوعية المجتمعية حول تخزين الأغذية بطرق بديلة ومناسبة.
• اعتماد حلول منخفضة التكلفة ومرنة مثل الحافظات المبردة المحمولة، أو تقنيات التخزين الأرضي.

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى