مقالات

الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة في زمن الحروب: الأسباب، التشخيص، والعلاج

خرطوم سبورت

الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة في زمن الحروب: الأسباب، التشخيص، والعلاج

الحروب لا تقتصر على تدمير المباني، بل تترك ندوبًا عميقة في النفس البشرية. يتطلب التعافي النفسي اهتمامًا متوازيًا مع الإغاثة الجسدية والمادية. ومن الضروري أن تتبنى الأنظمة الصحية في مناطق النزاع استراتيجيات متكاملة تشمل الكشف المبكر، العلاج الفعال، والدعم المستمر لضحايا الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

أولًا: الأسباب والعوامل المساهمة

1. الصدمة النفسية المباشرة
• مشاهدة أو التعرض للعنف، القتل، القصف، أو فقدان الأحبة.
• النجاة من تجارب تهدد الحياة مثل الاختطاف أو القصف.

2. فقدان الأمن والاستقرار
• النزوح واللجوء وما يرافقهما من فقدان للمنزل والعمل والمجتمع.
• فقدان الروتين اليومي والدعم الاجتماعي.

3. الضغوط الاقتصادية والاجتماعية
• البطالة، الفقر، وعدم توفر الخدمات الأساسية.
• انهيار البنية الصحية والنفسية في الدول المتأثرة بالحرب.

4. الاستعداد الشخصي
• التاريخ العائلي للأمراض النفسية.
• نوع الشخصية، ومستوى التحمل النفسي.

ثانيًا: التشخيص

1. الاكتئاب
• الأعراض الأساسية: الحزن المستمر، فقدان الاهتمام، اضطراب النوم أو الشهية، الشعور بالذنب أو انعدام القيمة، وأفكار انتحارية أحيانًا.
• أدوات التشخيص: مقابلات إكلينيكية، مقياس بيك للاكتئاب، DSM-5.

2. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
• الأعراض: استرجاع ذكريات مؤلمة (Flashbacks)، الكوابيس، القلق المفرط، التجنب، وفرط التيقظ.
• يُشخّص إذا استمرت الأعراض أكثر من شهر بعد الحدث الصادم، وأثرت على الأداء اليومي.

ثالثًا: العلاج

1. العلاج النفسي
• العلاج المعرفي السلوكي (CBT): الأكثر فعالية في إعادة بناء الأفكار السلبية والتعامل مع الذكريات المؤلمة.
• العلاج بالتعرض (Exposure Therapy): مفيد في حالات PTSD.
• العلاج الجماعي والدعم المجتمعي: يعزز الشعور بالأمان والانتماء.

2. العلاج الدوائي
• مضادات الاكتئاب مثل SSRIs
• أدوية مضادة للقلق في بعض الحالات، تحت إشراف طبي.

3. التدخلات المجتمعية
• إنشاء مراكز دعم نفسي في مناطق النزاع أو مخيمات اللاجئين.
• تدريب الكوادر الصحية على الكشف المبكر والتعامل مع الحالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى