مقالات

عبدالرحمن سورتود يكتب الايمان بالقدر

خرطوم سبورت

الايمان بالقدر

كتب/ عبدالرحمن سورتود
………………………..
نعم ، الإيمان بالقدر هو العنوان رقم (٥) من سلسلة ” الحرب إن لم تقتلك تقوِك ” ،،،،
أما كيف هذه الحرب تسببت في ” تقوية” الإيمان بالقضاء والقدر في المواطن السوداني ونال عنواناً في هذه السلسلة ؟!
لنرى ،،،،
يروى عن جحا أنه قال لزوجته إنه ذاهب إلى الغابة ليأتي بوقود فقالت له زوجته قل ” إن شاء الله ” ،فقال جحا : الغابة هي هذه القريبة والفأس بيدي فلماذا أقول إن شاء الله ، ولم يقل ، فخرج الى الغابة ، فتعثر في الطريق ، وكسرت رجله ، ورجع الى البيت ، وطرق الباب ، ونادى زوجته: افتحي لي الباب إن شاء الله ” . أ.ه.
نعم ، فأي مواطن سوداني – بعد الذي حصل عليه من أمور ما كان ليتوقعها إنها ستحصل عليه ، وما كان في خياله أن تحصل ، فحصلت بسبب هذه الحرب ، فإنه سيقول “إن شاء الله ” في كل صغيرة وكبيرة يهِمُ بالقيام بها إيمانا بالقضاء والقدر وان ” ليس له من الأمر شيء” ! .
فركن الايمان بالقضاء والقدر الذي كان يمر فيه مروراً سريعا وكان اعتقاده له اعتقاداً نظرياً وكأنه من الغيبات التي يقابلها بالسمع والطاعة ، أصبح الركن الأكثر حضوراً في حياته – بعد هذه الحرب – وأصبح الركن الأكثر ذكراً على ألسن الوعاظ وخطباء المنابر وعلى مستوى الأفراد والمجالس ، وآياته الأكثر شهوداً في المناسبات ..
لم يتوقع ساكنو أحياء المنشية والمعمورة وكافوري – يوماً سيأتي عليهم في حياتهم – أنهم سيسكنون في بيوت من طين ومسقوفة من جريد النخيل في قرى نائية من قرى السودان” !
إنه القضاء والقدر ” ، فلا شيء غير القضاء والقدر الذي فعل فيهم هذا !
ولم يأتِ في بال أستاذ جامعي أنه سيأتي عليه يوم سيعمل فيه بائعاً للرصيد في شوارع مدينة ما كان يأتي في خياله انه سيزورها فضلا انه سيعمل بها بائعا للرصيد فيها ! إنه القدر ولا شيء غير القدر ،،
كم من مواطن كان قد هجر قريته عقوداً من السنوات وما نوى العودة إليها البتة ، ولكن القدر – ولا شيء غير القدر – أعاده اليها – مرغماً – ومات فيها ودفن في مقابرها، إنه القدر ولا شيء غير القدر ،،
كم مرة قرأ أي مواطن سوداني او سمع – بسبب هذه الحرب ‘هذه الآية:
” … وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ”
أما في مستوى السياسة والسياسيين – فحدثوا عن القدر ولا حرج – فليس سياسي مهما كان ذكاؤه السياسي ومهما كان خبيراً استراتيجيا في استشراف المستقبل صادقاً في تنبؤاته ، ما أتى في باله – ذرة – من الذي حصل بسبب هذه الحرب ، فسكت خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ !
نعم ، كان من حق من يستغرب ان يستغرب في أن يكون “الإيمان بالقدر” هو أحد العناوين في هذه السلسلة ، لطبيعة مواضيع السلسلة المتعلقة بالحرب وآثارها ، والقدر موضوع عقائدي وفلسفي !
ولكن في الحقيقة أن ” الإيمان بالقدر ” كان يجب أن يكون العنوان الاول في هذه السلسلة لما حصلت من قوة لدرجة “عين اليقين” في إيمان المواطن السوداني بركن القضاء بسبب هذه الحرب !.
وسورتود يحييكم ،،،،،

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى