مقالات

إبراهيم جمعة يكتب : شمال كردفان: تحولات المشهد قراءة متأنية – (1)

خرطوم سبورت

وجع الحروف.. شمال كردفان: تحولات المشهد قراءة متأنية – (1)

كردفانيون

تشهد شمال كردفان خلال الساعات الماضية تحولات متصاعدة، حيث نشطت جبهة العمليات العسكرية، ويعمل الجيش على تعزيز انتصاراته وضغطه على المليشيا من جهة، وتوسيع رقعة الدائرة الأمنية حول أكبر مدن الولاية.

من جهة أخرى، تحاول المليشيا التعويض النفسي عن هزائمها في مسارح الدبيبات والخوي، بقصف الأعيان المدنية عبر الطائرات المسيّرة وقذائف المدفعية، حيث أصابت إحدى القذائف مستشفى الضمان بالأبيض، مما تسبب في وقوع قتلى وجرحى، ووصل العدد الكلي للإصابات والقتلى إلى 17 كرقم أولي في مواقع مختلفة.

الحدث دفع الإدارة التنفيذية لمستشفى الضمان، إحدى المناطق المتضررة من القصف، إلى إعلان المستشفى خارج الخدمة، ومنح العاملين إجازة لمدة أسبوعين. وأكدت الدكتورة آمال خليل، مديرة المستشفى، سلامة العاملين والطاقم الطبي، مشيرة إلى أن المستشفى سيعود للخدمة بعد إجراء الصيانة اللازمة. ووفق مؤشرات الرأي، قوبل القرار برفض واسع في الشارع، ما يطرح التساؤل: هل تُعجّل الإدارة التنفيذية بعودة المستشفى لتقديم خدماته، خاصة في ظل انعدام خدمات المستوى الأول في كثير من المستشفيات الخاصة؟

على مستوى محاور القتال المختلفة، تشير مصادر “الزاوية” إلى تحول خط إمداد المليشيا للطريق العابر إلى منطقة الكوكيتي متجهًا إلى بارا، حيث عبرت اليوم عقب ظهيرة الجمعة عدد 55 عربة قتالية تحمل اسم “متحرك البلجيكي”. وتشهد بارا حالات نهب علني من قبل المرتزقة الجنوبيين المتواجدين بكثافة في المدينة.

وتشير ملاحظات على الطريق العابر من بارا غرباً إلى توغل المليشيا في مناطق أبودلم، حيث نهبت عربة كروزر، وجمعت أجهزة الاتصالات من مناطق البشيري والطويل وأبو قايده والشوال. ومن اللافت أن كوادر القوى السياسية الشريكة للمليشيا غادروا بارا إلى مناطق البنية وأم برش، والي جنوب السودان. فهل يفيد الفرار؟

أما على صعيد الموقف العام، فقد عادت القوات المسلحة وبقية التشكيلات إلى مواقع تموضعها الأولى في الخوي وفي طريق الدبيبات، وما يجري يعتبر ضمن الخطط العادية في مسار المعركة على الأرض.

الصورة على الأرض تكشف حجم الخسائر الفادحة التي منيت بها المليشيا في الخوي، حيث هلك كبار قادتها، ومن بينهم الرائد بناني، أحد ضباط القوات المسلحة الذين خانوا قسم الولاء والتحقوا بالمليشيا.

غداً تشرق الشمس، وتسبّح الأرض بحمد ربها، وسيدخل الفرسان بارا، وأم لبخ، وأم قرفة، وجبرة الشيخ، حيث بدأ المواطنون النزوح منها.
فهل يعيد فرسان الصياد قراءة مشهد كردفان؟

ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض – الجمعة 30 مايو 2025


لو عايز تنشره بصيغة خبر أو عمود رأي أو عايز تحوله لنص صوتي للبودكاست، ممكن أجهزه ليك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى