
سيظل الأمل معلقاً!
التهاني والتبريكات التي ضجت بها المنصات ووسائل الإعلام إحتفاءً بأداء القسم للدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء والدكتورة سلمى عبدالجبار والدكتورة نورة بافلي كعضوين في مجلس السيادة هو احتفاء مستحق غير أن هذا الانشغال الرمزي رغم أهميته قد غطى على ما هو أكثر جوهرية ما الذي سيحمله هؤلاء القادة الجدد من خطط وبرامج عملية تستجيب لتطلعات الشارع السوداني؟
فالانتقال من لحظة القسم إلى لحظة الفعل هو ما يحدد مصداقية أي قيادة والشعب السوداني الذي أثقلته الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لم يعد يكتفي بالأسماء اللامعة أو السير الذاتية المرموقة بل يتطلع إلى حلول ملموسة تعالج الضائقة المعيشية وتعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس العدالة والكفاءة وتحقق الانتقال الديمقراطي الحقيقي.
لا شك أن تولي شخصيات ذات خلفيات أكاديمية ومهنية مثل الدكتور كامل إدريس والدكتورتين سلمى ونورة يعطي بصيص أمل في إمكان عقلنة المشهد السياسي وتغليب المصلحة الوطنية. لكن هذا الأمل سيظل معلقاً حتى تتضح الرؤية وتطرح البرامج بوضوح ويبدأ التنفيذ الجاد دون تلكؤ أو تبرير.
التهنئة واجبة لكن المتابعة والمساءلة أوجب فالمناصب ليست غاية في ذاتها بل وسيلة لتحقيق ما ينتظره الناس منذ سنوات من تغيير حقيقي ومستدام.
دكتور/حسن شايب دنقس
مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية و الاستراتيجية