مقالات

عصام ابومدينة يكتب: السلام يصنعه السودانيون بإرادتهم، لا بوصاية الرباعية

خرطوم سبورت

عصام ابومدينة يكتب: السلام يصنعه السودانيون بإرادتهم، لا بوصاية الرباعية

 

يشهد السودان مرحلة دقيقة من تاريخه الحديث، تتطلب من جميع أبنائه وقياداته وقواه الوطنية أعلى درجات الوعي والمسؤولية. فالوطن الذي صمد في وجه الأزمات والمؤامرات لا يمكن أن يسمح بتكرار سيناريوهات الوصاية الخارجية تحت أي غطاءٍ كان، مهما تبدلت الشعارات أو تنوعت المسميات.

 

لقد برز في الآونة الأخيرة ما يُعرف بمبادرة “الرباعية”، التي تضم كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، و (الإمارات )، وهي مبادرة تُطرح – بوصفها – مدخلًا لتحقيق السلام وإنهاء الحرب. واعتقد مع تقديرنا كسودانيين للعلاقات التاريخية مع – بعض – هذه الدول الشقيقة والصديقة، إلا أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يُصاغ خارج حدود الوطن، ولا أن يُفرض من الخارج على إرادة شعبٍ صمد ودفع أثمانًا باهظة في سبيل كرامته وسيادته.

 

إن أي جهدٍ إقليمي أو دولي مرحبٌ به ما دام يحترم سيادة السودان، ويدعم خياره الوطني المستقل بعيداً عن الضغوط أو الإملاءات. أما أن تتحول بعض المبادرات إلى أدوات لتكريس النفوذ أو إعادة توزيع المصالح في المنطقة، فذلك أمرٌ – حسب رأي – مرفوض شكلاً ومضمونًا، ولن يجد له قبولًا في وجدان الشعب السوداني الواعي بحقيقة ما يجري.

 

إن القوات المسلحة السودانية، ومعها القوى الوطنية المخلصة، تخوض اليوم معركة الكرامة دفاعاً عن وحدة الدولة واستقلالها، وعن حق الشعب في أن يعيش آمناً في وطنه دون تهديدٍ أو ابتزاز. وهذه المعركة ليست مجرد صراعٍ عسكري، بل معركة من أجل السيادة الوطنية وحرية القرار، ومن أجل تثبيت مبدأ أن السودان لا يُدار إلا بإرادة أبنائه.

 

وطال الزمن أو قصر، فإن النصر بإذن الله حليف الحقوات المسلحة والتشكيلات المساندة، وسينتصر السودان بجيشه وشعبه على اسرة دقلو ودويلة الشر واعوانها وعلى كل محاولات النيل من وحدته. وعندها لن يقبل السودان أي وصاية أو تدخلٍ في قراره الوطني، وسيعود إلى المجتمع الدولي قوياً بصفه الداخلي، شامخاً بسيادته، منفتحاً على العالم وفق ما يخدم مصالحه الوطنية وحدها.

 

سيبقى السودان، بإذن الله، بلداً حراً لا يُدار من الخارج، ولا يُملى عليه من أحد.

وسيبقى جيشه صمام أمانه، وشعبه مصدر قوته، وإرادته الوطنية هي الكلمة الفصل في حاضره ومستقبله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى