
العلاج السلوكي المعرفي للقلق
يُحدد الطبيب الطريقة الأكثر فعالية لعلاج القلق حسب شدة الأعراض؛ فقد يلجأ للعلاج النفسي، أو العلاج الدوائي أو كليهما معًا، ولكن عادةً ما يكون العلاج السلوكي المعرفي (وهو أحد أنواع العلاج النفسي) خيار الطبيب الأول لعلاج القلق
ما هو العلاج السلوكي المعرفي للقلق؟
يُعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أنواع العلاج النفسي، ويُركز على تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية التي تزيد التوتر والقلق، وتغييرها إلى أفكار وسلوكيات أكثر إيجابية؛ وذلك لتحسين قدرة المريض على التعامل مع الضغط النفسي.
ويُستخدم العلاج السلوكي المعرفي لعلاج أنواعٍ عديدة من اضطرابات القلق، مثل:
اضطراب القلق العام.
اضطراب القلق الاجتماعي.
نوبات الهلع.
الرهاب المحدد.
القلق المرتبط بالخوف من الضوضاء أو الأصوات العالية.
وعادةً ما تتراوح مدة جلسة العلاج السلوكي المعرفي بين 45- 60 دقيقة، ويحدد الطبيب عدد الجلسات حسب شدة اضطراب القلق ونوعه.
فوائد العلاج السلوكي المعرفي للقلق
من الفوائد التي يُقدمها العلاج السلوكي المعرفي للقلق:
يُحسّن حالة مريض القلق النفسية، ويُساعده على التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية، مثل توقع الأسوأ.
يُشجع المريض على تبني السلوكيات والعادات الصحية التي تُحسّن قدرته على التعامل مع الضغط النفسي، مثل تقنيات الاسترخاء ومهارة حل المشكلات.
يُعطي نتائج خلال وقتٍ قصيرٍ نسبيًا مقارنةً بطرق علاج القلق الأخرى؛
قد يغني عن استخدام الأدوية المضادة للقلق في الحالات غير الشديدة.
تقنيات العلاج السلوكي المعرفي لعلاج القلق
يختار الطبيب تقنيات العلاج الأكثر فعالية حسب حالة المريض، وشدة أعراضه ومدى استجابته للعلاج السلوكي المعرفي للقلق، ومن أهمها الآتي:
التثقيف النفسي حول القلق
في بداية الجلسة الأولى يتعلم المريض المزيد من المعلومات حول القلق وأعراضه، مما يزيد من شعوره بالراحة والأمل، خاصةً عندما يسمع عن تجارب الآخرين والطرق التي ساعدتهم على تخطي القلق.
إعادة الصياغة المعرفية
وتُعرف أيضًا باسم إعادة البناء الإدراكي (Cognitive restructuring)، وتُركز هذه التقنية على تحديد أنماط التفكير والسلوكيات السلبية التي تزيد من الشعور بالقلق والتوتر، مثل التفكير الزائد بتفاصيل صغيرة غير مهمة، أو التشاؤم وتوقع حدوث الأسوأ دائمًا.
وبعدها يبدأ المعالج النفسي بتغيير هذه الأنماط واستبدالها بسلوكيات وأنماط تفكير أكثر فائدة وإيجابية، مما يُخفف من شعور المريض بالقلق، ويُساعده على التحكم بمشاعره وردود أفعاله بصورة أفضل.
تتبع أنماط التفكير والسلوكيات السلبية
تُكمل هذه التقنية التقنية السابقة؛ حيث يتعلم المريض كيف يميز ويتتبع الصفات والسلوكيات السلبية التي تُحفز شعوره بالقلق؛ ليُحاول تغييرها قدر الإمكان،
التنشيط السلوكي
عادةً ما يحاول مريض القلق التهرب من المواقف التي تزيد أعراضه، فمثلًا إذا كان يشعر بالقلق عند التحدث مع الآخرين، فقد يتجنب المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
لذا يحدد الطبيب جميع الأنشطة والفعاليات التي تخيف المريض أو تزيد من شعوره بالقلق، ثم يطلب من المريض القيام بها؛ فهذا يُساعد على التخلص من القلق، ويكسر حاجز الخوف لديه.
كتابة اليوميات
يُساعد تسجيل الأفكار والسلوكيات -خاصةً تلك المرتبطة بالقلق- على فهم الذات وتغيير السلوكيات نحو الأفضل، كما قد يستفيد الطبيب من هذه المعلومات في تحديد مدى استجابة المريض لتقنيات العلاج السلوكي المعرفي للقلق، واختيار أكثرها فعالية.
تقنيات الاسترخاء
يُعد تعلم طرق الاسترخاء جزءًا مهمًا من علاج القلق، فمع أنها لا تمنعه بشكلٍ تام، إلَّا أنَّها تُسهل التعامل معه عند التعرض لمواقف تُسبب الضغط النفسي
ومن الأمثلة على تقنيات الاسترخاء: [3]
التنفس العميق، حيث يُركز المريض وعيه على عملية التنفس، ثم يبدأ بالتنفس بعمقٍ وبشكلٍ بطيء.
استرخاء العضلات التدريجي، وتركز هذه التقنية على شد وإرخاء مجموعة من العضلات بشكلٍ منظّم وتدريجي.