
شوشرة……
محكمة الحياة
تلك الحياة محكمة كبيرة ….
لأن الحياة مخيفة لدرجة بعيدة تحول الأنسان لكائن هش عند الشدائد وتبرز ضعفه بغزارة وافراط ثم تحوله لكائن بارد وصامت وبعيد لدرجة لايستطيع معها ترجمة مشاعره او تصرفاته او ايقاع خطواته
ثم تضعه في مواجهه الناس وهو لايملك حتي القدرة علي التعبير او التبرير عن حاله …
واثناء ذلك يتساقط البشر من حوله كالاوراق وكل واحد يكتب سطور عنه لاتخصه ومع ذلك يدان بها ..
كل هذا ومطلوب فقط ان يكون بذات النمط في العطاء والمواصلة والقدرة علي التواصل …
لكن الحقيقة المفرطة هي انه قد يكون ملجم بالاوجاع والانتظارات الطويلة وتلك المحطات الغريبة التي يقف بها رغما عنه في انتظار خلاص لروحه وترتيب لاحلامه المبعثرة علي اكف الأيام …….
ليس سهلا أن نستفيق من غيبوبة الأرق المصاحب لاوضاعنا ولا أن ننجح في السير علي اجنحة التوقعات ولا أن نحارب المستحيل لنواصل الحياة ….
مرهقين نحن جدا من تلك الحروب الذاتية التي تسكننا ..
متعبين من حبال الصبر الممدودة علي سنين العمر تتسكع علي اهاتنا الطويلة ….
لسنا مرغمين علي ترجمة كل شئ لأاي احد ولسنا مرغمين علي التبرير لأاي احد ….
الصمت قد يكون ابلغ من التلاعب بالكلمات والحقائق اذا جملناها أصبحت اشاعات ومهاترات مرهقة …
لأننا بااختصار في زمن الأقنعة زمن الضباب والهروب والزيف
من يخلع قناعه يرميه البشر برصاص السنتهم ويصنعون منه نغمات مزعجة ليصنعو صخب الحياة …
لتجد نفسك فجاءة رغم رصيدك الجيد لديهم مجرد قصة حزينة ….
ان تتغلب علي غدر الحياة والناس هذا مستحيل
ان تترك كل شئ وتأخذ ركنا وتصمت يظنون بك السوء والضعف والغياب
كل الخيارات منسوجة بالصعب وانت وحدك تمتطي ظهر ايامك نحو المجهول كانك لم تكن ولن تكون …
هناك دوما محكمة قضاتها غافلون عن الحقيقة ….
وانتا ايها المسجون خليط دهشة ومفاجئات سواء ذهبت او جلست …
ستظل ذلك الغريب عن كل شئ في الحياة حتي عن نفسك ….
لأنه بااختصار لاعدل في الحياة …..