مقالات

عبدالرحمن سورتود يكتب  الحرب إن لم تقتلك تقويك (٣)

خرطوم سبورت

الحرب إن لم تقتلك تقويك (٣)
كتب/ عبدالرحمن سورتود
………………………..
“عودة المواطنين الى ديارهم ” !
” العودة ” : فما القوة التي نالها المواطن – من العودة – حتى تأخذ عنواناً في سلسلة ” الحرب إن لم تقتلك تقويك ” !؟
لنرى ،،،
قوانين الطبيعة واحدة ، وهي سنن الله الماضية في جميع خلقه ، ناساً كانوا أو نباتاً أو حيواناً !
من هذه السنن إن بعض النباتات لا تنجح في نموها إذا تركناها تنمو في مكانها الاول وفي تربتها الاولى التي بُذِرت فيها دون تحريكها الى مكان آخر ، وإذا نمت في مكانها الاول فإنها تنمو هزيلة وضعيفة السيقان لا تقوى على صروف الحياة والبيئة والطقس فتسمى هذه النباتات الهزيلة عند النوبيين “Gulay ” ، فيتم نقلها الى مكان آخر فتنمو بنجاح وهي قوية السيقان كنبات الطماطم واغلب الفواكه ، فيسمون هذه العملية ” بالتشتيل” !
فالسودانيون كافة – وبهذا الإطلاق – كانوا في أمس الحاجة الى هذا النوع من ” التشتيل ” والتحريك ثم” العودة ” مرة اخرى الى اماكنهم ، فقد ” تبلدوا ” من طول البقاء في اماكنهم ، أجيالاً تلو أجيال حتى اصابهم ما يشبه ” التأسُن ” العام في كل شيء ، ظهرت آثار هذا التبلد في عدم الاكتراث في كل شيء ، واللامبالاة لكل شيء ، والتهوين والاستهتار وطول البال ، فأتِ بجميع مترادفات هذه المصفوفة من الصفات فإن المواطن السوداني كان يستحقها بجدارة قبل الحرب وقبل العودة !
فكل هذه إنما كانت بسبب عدم التغيير والتحريك والاستمراء في الثبات على الحياة السهلة ،،،
أما وقد هاجروا – مكرهين – وتحركوا من أمكانهم – أو حُرِّكوا من أماكنهم – ثم عادوا اليها فسيعودون أقوياء السيقان في كل شيء وكذلك بنفس الإطلاق .. فأي مواطن سيعود وهو ليس هو الذي كان قبل الحرب ” والتحريك” !
أما عن كيف هذا ؟
فالكل ستكفيه نفسه وما حصل عليه من تغيير عن الإجابة ..
وسورتود يحييكم ،،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى