
الحياة أسهل مما كنا نعتقد
كتب/ عبدالرحمن سورتود
………………………..
اكتشاف ان الحياة أسهل مما كنا ننخدع فيها هو موضوع الحلقة رقم (٦) من سلسلة “الحرب إن لم تقتلك تقويك”
قبل الحرب ، كان رب الاسرة ومعه ربة البيت – بطبيعة الحال- يلاحقون الليل بالنهار – كدحاً – ليوفروا متطلبات اليوم للحياة في العاصمة .. فكانوا يخرجون- من أجل هذا – من بيوتهم الصباح الباكر ويعودون اليها مع مغيب الشمس ، ومع هذا ربما قصرت جهودهم عن تلبية متطلبات الاسرة ، من رسوم المدارس الخاصة والمواصلات ، ومصاريف اليوم من الخبز والحليب والخضار .. ومن مظاهر الكماليات في البيت ، ومن إلخ وإلخ!
فأتت الحرب ، ووفدت تلك الاسر الى الأقاليم .. وعاشت حياتها الطبيعية ، فسكنت في البيوت الواسعة “الحيشان ” وأكلوا مما زرعوا فيها ، وقاموا بتربية الاغنام والدواجن .. فمزقوا فاتورة الخضار واللحم والحليب ، وسجلوا أبناءهم وبناتهم في مدارس الحي ، يذهبون إليها مشيا على أقدامهم ، آمنين مطمئنين ، فامتحنوا امتحانات النقل والمرحلة ، ونجحوا ، فانتقلوا الى فصولهم ومراحلهم التالية ” في أمان الله ” فلا كورسات ولا دروس إضافية ، ولا ترحيل ولا ” يحزنون ” ، ممزقين – بذلك – اخوف فاتورتين مرهقتين للأسر في العاصمة “الرسوم والترحيل” !.
هكذا ، عاشوا في قراهم حياتهم الطبيعية السهلة غير المصطنعة فمزقوا جميع فواتير المظاهر والكماليات ..
واكتشفوا انهم كانوا يقسون على أنفسهم – أيما قسوة – ليعيشوا حياةً مزيفة ومتكلفة ،،
أما الآن – وبعد هذه الحرب – فسنعود الى ديارنا في العاصمة ، مكتشفين ان الحياة هي أسهل مما كنا نظن ونعتقد ، وأننا كنا ” مخدوعين ” فيها نرهق أنفسنا من أجلها ، وسنسجل أبناءنا وبناتنا في اقرب المدارس ، وسنقدم لهم في اقرب الجامعات ، وسنأكل مما نزرع في حيشاننا ” وبلكونات شققنا ” ما يلزم من خضار ، وسنكون أسر منتجة – إي والله – كبقية الشعوب التي مثلنا !.
وسورتود يحييكم ،،،،،