مقالات

د.محمد عبد الرحمن يكتب:العلاج بالأعشاب في زمن الأزمات الدوائية

خرطوم سبورت

د.محمد عبد الرحمن يكتب:العلاج بالأعشاب في زمن الأزمات الدوائية

العلاج بالأعشاب في زمن الأزمات الدوائية ليس رفاهية، بل قد يكون وسيلة إنقاذ للمرضى عند غياب البديل. لكن من الضروري التعامل مع هذه العودة بحذر، وتحويلها من ممارسات عشوائية إلى استخدام مدروس وفعال، يستند إلى العلم ويأخذ في الاعتبار سلامة المريض.

العودة إلى الطبيعة: خيار اضطراري

لطالما كانت الأعشاب جزءًا من التراث الطبي الإنساني منذ آلاف السنين، لكنها في العصر الحديث تراجعت أمام الطب الدوائي المبني على الأدلة. إلا أن الأزمات الدوائية أعادت إحياء الاهتمام بها، خصوصًا في المجتمعات التي تعاني من شح الموارد الطبية. في غياب الدواء المصنع، تصبح الأعشاب خيارًا اضطراريًا، لا سيما لتخفيف الأعراض أو دعم المناعة.

فعالية مثبتة علميًا… ولكن بشروط

بعض الأعشاب أثبتت فعاليتها في دراسات علمية موثوقة. على سبيل المثال:
• الزنجبيل: فعال كمضاد للغثيان ومضاد للالتهاب.
• الكركم: له خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة.
• البابونج: مهدئ للجهاز العصبي والهضمي.
• النعناع: يخفف تقلصات القولون ومشاكل الهضم.

لكن تبقى الفعالية مرهونة بعدة عوامل، منها طريقة التحضير، جودة النبات، الجرعة، والتفاعل مع أدوية أخرى.

المخاطر والتحذيرات

رغم فوائد الأعشاب، فإن استخدامها دون إشراف طبي قد يكون خطيرًا. بعض النباتات قد تكون سامة بجرعات عالية، أو تتفاعل مع الأدوية الكيميائية بطرق سلبية. كما أن قلة الرقابة على جودة المستحضرات العشبية تمثل خطرًا حقيقيًا، خاصة في الأسواق العشوائية.

نحو تنظيم الاستخدام العشبي

ينبغي ألا تكون العودة إلى الأعشاب مجرد انفعال وقتي في ظل الأزمة، بل يجب أن تكون مبنية على أسس علمية، تتضمن:
• تقييمات مخبرية وسريرية للأعشاب الفعالة.
• إدماج الأعشاب الآمنة ضمن البروتوكولات الطبية المعتمدة.
• توعية المجتمع بالحدود الآمنة لاستخدام الطب العشبي.
• تشجيع إنتاج مكملات عشبية ذات جودة عالية محليًا في الدول المتأثرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى