د. محمد عبدالرحمن يكتب :“انتشار الأدوية المغشوشة في ظل فوضى الحرب: خطر صامت يهدد الصحة العامة”
خرطوم سبورت

“انتشار الأدوية المغشوشة في ظل فوضى الحرب: خطر صامت يهدد الصحة العامة”
في ظل الحروب والصراعات المسلحة، تتهاوى الأنظمة الصحية وتنهار مؤسسات الرقابة، مما يخلق بيئة خصبة لتفشي ظاهرة خطيرة وهي انتشار الأدوية المغشوشة. تمثل هذه الظاهرة تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة،
ما هي الأدوية المغشوشة؟
الأدوية المغشوشة هي مستحضرات دوائية يتم إنتاجها أو توزيعها بطرق غير قانونية، وتفتقر غالبًا إلى المواد الفعالة أو تحتوي على جرعات خاطئة، أو ملوثة، أو حتى على مواد سامة. ويصعب أحيانًا تمييزها عن الأدوية الأصلية، مما يجعلها أكثر خطرًا.
كيف تؤدي الحروب إلى تفشي الأدوية المغشوشة؟
1. انهيار أنظمة الرقابة الدوائية:
تؤدي الحروب إلى تعطيل الجهات التنظيمية مثل وزارات الصحة وهيئات التفتيش، مما يسمح بدخول الأدوية إلى الأسواق دون فحص أو تقييم.
2. نقص الأدوية الأصلية:
يؤدي الحصار، وتدمير سلاسل الإمداد، والعقوبات الاقتصادية إلى شح الأدوية الأصلية، مما يدفع السكان للجوء إلى السوق السوداء.
3. ازدهار السوق السوداء:
تنتشر شبكات التهريب والمصانع غير المرخصة التي تستغل الحاجة الشديدة للأدوية لتصنيع وتوزيع منتجات مزيفة على نطاق واسع.
4. ضعف وعي المواطنين:
في حالات الطوارئ، يضطر المرضى لقبول أي دواء متاح دون التحقق من مصدره، خاصة مع غياب التوعية والرقابة الإعلامية.
الأضرار الصحية للأدوية المغشوشة
• فشل علاجي: يؤدي الدواء المغشوش إلى تفاقم المرض بدلاً من علاجه.
• مقاومة مضادات الميكروبات: استخدام مضادات حيوية بتركيزات غير صحيحة يعزز مناعة البكتيريا.
• التسمم والوفاة: بعض الأدوية تحتوي على مواد كيميائية ضارة تؤدي إلى تسممات حادة قد تنتهي بالوفاة.
كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة؟
• دعم الجهات الرقابية المحلية والدولية لتتبع سلاسل الإمداد الدوائي.
• توفير أدوية أصلية بأسعار مناسبة عبر المنظمات الإنسانية.
• نشر التوعية حول كيفية التعرف على الأدوية الآمنة.
• استخدام التكنولوجيا مثل الرموز الشريطية وتتبع الأدوية إلكترونيًا.
انتشار الأدوية المغشوشة في مناطق الحروب ليس مجرد أزمة صحية، بل كارثة إنسانية تهدد أرواح الملايين. يتطلب الأمر تنسيقًا دوليًا بين الحكومات والمنظمات الطبية للحد من هذه الظاهرة، وضمان وصول دواء آمن وفعال إلى كل من يحتاجه، حتى في أحلك الظروف.