مقالات

الاضطرابات النفسية المصاحبة للنزوح القسري: فقدان الأمل كعرض مرضي شائع

خرطوم سبورت

الاضطرابات النفسية المصاحبة للنزوح القسري: فقدان الأمل كعرض مرضي شائع

فقدان الأمل بين النازحين ليس مجرد حالة نفسية عابرة، بل عرض مرضي يجب التعامل معه بجدية ضمن خطة شاملة للصحة النفسية في البيئات الإنسانية. إن إدماج خدمات الصحة النفسية ضمن الإغاثة الطارئة ضرورة ملحة للحد من المعاناة وتحقيق التعافي الشامل.

فقدان الأمل: التعريف والأهمية السريرية

يُعرّف فقدان الأمل في السياق النفسي على أنه الشعور بانعدام الجدوى أو الإحساس بأن المستقبل لا يحمل أي إمكانية للتحسن. ويُعتبر أحد المعايير التشخيصية المهمة في اضطراب الاكتئاب الجسيم، وغالبًا ما يرتبط بزيادة معدلات السلوك الانتحاري، خاصةً في البيئات عالية التوتر كبيئات النزوح.

النزوح القسري كمحفّز نفسي مرضي

يُنتج النزوح القسري سلسلة من الضغوط النفسية والاجتماعية تشمل فقدان الأمن، الانفصال الأسري، انهيار البنية الاجتماعية، وعدم القدرة على تلبية الحاجات الأساسية. هذه العوامل تخلق بيئة خصبة لتطور اضطرابات مثل:
• اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
• اضطراب الاكتئاب الجسيم
• اضطرابات القلق العامة
• اضطرابات التكيف

ويُلاحظ أن فقدان الأمل ليس مجرد عرض عابر، بل قد يكون نتيجة تراكم الضغوط النفسية وفقدان الإحساس بالسيطرة على مجريات الحياة.

البيانات الوبائية

تشير الدراسات إلى أن نسب الإصابة بالاكتئاب بين النازحين قد تتجاوز 40%، فيما تصل معدلات اضطراب ما بعد الصدمة إلى 30–70% في بعض الحالات. ويُذكر فقدان الأمل كأحد أكثر الأعراض ورودًا في هذه الحالات، خاصةً بين كبار السن، والنساء، والمراهقين.

التقييم والعلاج

يجب أن يُؤخذ فقدان الأمل على محمل الجد عند تقييم الصحة النفسية للنازحين، حيث يمثل علامة خطر تستدعي التدخل العلاجي. من أهم وسائل التدخل:
• العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
• برامج الدعم النفسي الاجتماعي
• تعزيز الشعور بالانتماء والأمان في بيئة النزوح
• الرعاية الدينية أو الروحية لدى المجتمعات ذات الإيمان القوي

تابعنا على واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى