
د.محمد عبد الرحمن يكتب :علاج أمراض الطفولة في ظل الحرب: تحديات وحلول
تُعد الحروب من أكثر الأزمات التي تؤثر سلبًا على صحة الأطفال، حيث تتسبب في تدهور الخدمات الصحية، وانتشار الأمراض، وتفاقم الأزمات النفسية.
🧠 أولاً: الدعم النفسي للأطفال
يتعرض الأطفال في مناطق النزاع لصدمات نفسية عميقة نتيجة فقدان الأمان، أو فقدان أحد الوالدين، أو مشاهدة مشاهد عنف. لذا، فإن الدعم النفسي يُعد ضرورة ملحة:
• العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد الأطفال على فهم وتغيير الأفكار السلبية المرتبطة بالصدمة، مما يُحسن من قدرتهم على التكيف مع الواقع.
• الإسعافات الأولية النفسية (PFA): توفر بيئة آمنة وداعمة للأطفال فور تعرضهم لأحداث صادمة، مما يخفف من حدة التوتر والقلق.
• العلاج بحركة العين (EMDR): يُستخدم لمساعدة الأطفال على معالجة الذكريات المؤلمة بطريقة صحية.
• أنشطة التعبير الفني: مثل الرسم واللعب والتمثيل، تُعد وسائل فعالة لمساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم والتعامل مع الصدمات.
🩺 ثانيًا: الأمراض الجسدية الشائعة وطرق علاجها
في ظل تدهور الخدمات الصحية أثناء الحروب، تنتشر العديد من الأمراض بين الأطفال:
• الجرب: مرض جلدي معدٍ ينتشر بسرعة في البيئات المكتظة. يُعالج باستخدام كريمات موضعية مثل البيرمثرين، ويجب معالجة جميع أفراد الأسرة حتى وإن لم تظهر عليهم الأعراض.
• السل (الدرن): ينتشر بسبب ضعف المناعة وسوء التغذية. يتطلب علاجًا طويل الأمد باستخدام المضادات الحيوية لمدة تصل إلى 6 أشهر.
• داء الليشمانيات: ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل، وتزداد فرص الإصابة به في مناطق النزاع بسبب سوء الصرف الصحي.
🛡️ ثالثًا: الوقاية والدعم المجتمعي
الوقاية تُعد خط الدفاع الأول لحماية الأطفال:
• التحصين والتطعيم: يجب توفير اللقاحات الأساسية للأطفال حتى في مناطق النزاع.
• تحسين النظافة: من خلال توفير مياه نظيفة ومرافق صحية مناسبة.
• التوعية المجتمعية: نشر الوعي بين الأسر حول طرق الوقاية والعناية الصحية الأساسية.
🤝 رابعًا: دور الأسرة والمجتمع
الدعم الأسري والمجتمعي يُعد حجر الزاوية في تعزيز صحة الأطفال:
• الاستماع والتفهم: تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم دون خوف أو خجل.
• الروتين اليومي: إعادة بناء روتين يومي يساعد الأطفال على الشعور بالأمان والاستقرار.
• الأنشطة الترفيهية: تشجيع الأطفال على المشاركة في أنشطة ترفيهية تُخفف من التوتر والقلق.
📚 خامسًا: أهمية التدخل المبكر
التدخل المبكر يُساهم في تقليل الآثار السلبية للحرب على الأطفال:
• برامج الدعم النفسي: تصميم وتنفيذ برامج مخصصة للأطفال المتأثرين بالحروب.
• التدريب والتأهيل: تدريب المعلمين ومقدمي الرعاية على كيفية التعامل مع الأطفال المتأثرين بالصدمات.