مقالات

عثمان ميرغني يكتب : من هم الأعداء

خرطوم سبورت

من هم الأعداء؟

 

عثمان ميرغني

 

الذي ينظر في الفضاء السوداني عبر وسائط التواصل الاجتماعي.. يصاب بالدوار وهو يبحث عن أصل الأزمة الراهنة.. بلد تعتصر الحـ؛رب دماءها وممتلكاتها و خيراتها.. ويتشرد شعبها في الداخل والخارج.. ومع ذلك مشغولة حتى النخاع بالفرجة في ملعب السياسة على المباراة بين فريقي “الكيزان” و “القحاتة”.

قبل يومين أجرت قناة الجزيرة مباشر سجالا بين ممثلين للفريقين المتباريين.. تحاورا وتبادلا الحجج .. و لأي عاقل راشد مثل هذه المناظرة تقاس بالموضوعات التي حوتها.. والمنطق الذي قُدم فيها من الجانبين.. لكن الصورة كانت مختلفة تماما.. و محزنة تماما..

في الحال انتشرت في الوسائط مئات الالاف من المنشورات التي تختصرها كاني بهاحلبة ملاكمة نتيجتها بالقاضية الفنية .. تبادلا فيها اللكمات – لا الكلمات- و غطت الدماء والدموع وجهيهما وهما ينظران للجمهور المحتشد للفرجة والمتعة..

هل يعقل أن يكون هذا حال بلد يرقد المئات من المصابين بالكوليرا في العراء لا يجدون موطيء قدم في المستشفى الوحيد العامل؟

هل يعقل أن يكون هذا منظر وطن فيه ملايين يعتصرهم الجوع والعطش مع أولادهم.. لا يملكون لا مالا ولا عافية..

هذه الصورة التراجيدية من المسؤول عنها؟

حتى هذه اللحظة لا أمل في الأحزاب السياسية أن تكون محرزة للأهداف ولا حتى صانعة لها..

اما الحكومة بمختلف مستوياتها فهي أس البلاء..

من الحكمة ان ندرك أننا جميعا مسؤولون عن البحث لمخرج آمن وسريع من هذا الليل المظلم..

فلننظر بعين التفاؤل لخطوة تعيين رئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس.. ونحاول أن نلتقط منها رأس الخيط وبداية للسير في الطريق الصاعد لانهاء الحرب.. والتعافي من كل شرورها الظاهرة والباطنة.

لكن رجلا واحدا ليس كافيا لحل أزمة بلد بأكمله.. الأمر يتوقف على ارادة السودانيين في الخروج من النفق والانطلاق نحو النهضة.

والمسؤولية فرض عين على كل سوداني اما أن يعمل بقدر طاقته لدفع المركب في الاتجاه الصحيح.. او على أقل تقدير أن لا يساعد الرياح المعاكسة في الدفع في الاتجاه المضاد..

الواقع الآن كثيرون بوعي او بغفلة يظلمون أنفسهم ووطنهم بالمساعدة في افساد الأجواء السياسية والاجتماعية… حتى ولو لم يكن لهم مصلحة في ذلك.. لكن غفلتهم تحرم بصيرته من تبين الطريق السليم.

تعيين دكتور كامل ادريس مجرد بداية.. تطلب قوة دفع وطنية كبرى.. هي مسؤولية كل سودانية وسوداني.

 

#حديث_المدينة الأربعاء 28 مايو 2025

 

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى