مقالات

د. محمد عبدالرحمن يكتب : نحو استراتيجية صحية عاجلة للحد من البتر في مناطق النزاع

خرطوم سبورت

نحو استراتيجية صحية عاجلة للحد من البتر في مناطق النزاع

 

إن الحد من بتر الأطراف في مناطق النزاع ليس مجرد مسألة طبية، بل هو واجب إنساني وأخلاقي. فكل طرف يُبتر هو خسارة لجسد الإنسان وكرامته وقدرته على الحياة المستقلة

 

أولاً: أسباب انتشار حالات البتر في مناطق النزاع

1. الألغام والمتفجرات: تشكل الألغام الأرضية والعبوات الناسفة المرتجلة السبب الأبرز لبتر الأطراف، خصوصًا لدى الأطفال والمدنيين.

2. غياب الرعاية الجراحية الطارئة: يؤدي التأخر في إسعاف الإصابات إلى غرغرينا ومضاعفات تستدعي البتر.

3. نقص المضادات الحيوية والمعقمات: العدوى السريعة في الجروح المفتوحة تُفاقم الضرر وتُجبر الأطباء على اتخاذ قرار البتر كخيار أخير.

4. الضغط على المستشفيات الميدانية: في ظروف الحرب، تكون الموارد محدودة، والوقت ضيق، ما يجعل قرارات البتر تُتخذ بسرعة وبدون بدائل.

 

ثانيًا: مكونات الاستراتيجية الصحية العاجلة

 

1. الوقاية من الإصابات المسببة للبتر

• حملات توعية مجتمعية حول مخاطر الألغام وكيفية تجنبها.

• دعم برامج نزع الألغام

• تدريب المجتمعات المحلية على الإسعاف الأولي السريع وتقنيات نقل المصابين.

 

2. تعزيز البنية الجراحية الطارئة

• إنشاء وحدات إسعاف ميدانية متنقلة مجهزة بالأدوات الجراحية الأساسية.

• تدريب جراحي طوارئ محليين على بروتوكولات إنقاذ الأطراف.

• دعم المستشفيات الميدانية بالكوادر واللوازم الجراحية والأدوية المنقذة للطرف.

 

3. استخدام تقنيات الحفاظ على الطرف (Limb-salvage techniques)

• تطبيق تقنيات حديثة مثل التثبيت الخارجي، إزالة الأنسجة التالفة، وزراعة الجلد.

• استخدام العلاج بالمضادات الحيوية المكثف وتقنيات العناية بالجروح المزمنة.

• التشخيص المبكر لتحديد قابلية الطرف للعلاج بدل البتر.

 

4. التأهيل النفسي والحركي للضحايا

• إدماج خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي.

• دعم إنشاء مراكز تأهيل بدني توفر العلاج الطبيعي والأطراف الصناعية.

• تدريب عائلات المصابين على طرق العناية ما بعد الإصابة.

 

ثالثًا: التحديات التي تواجه تنفيذ الاستراتيجية

• صعوبة الوصول للمناطق المحاصرة أو الواقعة تحت القصف.

 

• نقص الكوادر الطبية المدربة في بيئات الحرب.

• عدم استقرار الأنظمة الصحية المحلية وتهدم البنية التحتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى