
إبراهيم جمعة يكتب : جريمة الاغتصاب: (غياب الضمير وسقوط الأخلاق)
جريمة تهز الضمير الإنساني…
في جوهرها تحكي عن تردٍ وسقوطٍ مزرٍ، وتضع مؤسسة التربية على محك الرأي العام، فما هو المطلوب؟
الشاهد أن الجريمة طالت طفلة قاصر، ووضعت الجميع أمام محك إحساس الأمومة والأبوة، فلا مجال للرؤية الرمادية مطلقاً، فهل انتاب القصور مؤسسات التربية الخاصة؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من الغوص في الجوانب غير الجنائية، فالقضية في أيدي مؤسسات العدالة، ولا نشك مطلقاً في أدائها حتى لا نؤثر في مجرى التحري الخاص بالقضية.
نذهب في اتجاه المسؤولية الأخلاقية للمؤسسة موقع الحادثة، فكان حرياً بها إصدار بيان بخصوص الواقعة وإدانة الفعل ومخاطبة الرأي العام وأولياء الأمور وطمأنتهم، لا الصمت، وهو دور تتقاسمه مع إدارة التعليم غير الحكومي التي صمتت هي الأخرى.
الجريمة في جوهرها سلوك فردي لا يقدح في مؤسسات التربية والتعليم، لكنه لا يعفي الإدارات المختلفة من المسؤولية الأخلاقية، لأن كليات العملية التربوية لا تتجزأ، فالسلوك مدان، وتصبح ضرورة رفض الفعل وإدانته واجباً على الكل، والمطالبة بالمحاكمة وتسريعها أيضاً حتى تصبح المحاكمة عنواناً لسيادة مبدأ القانون ودوره الرادع في حماية البنية الاجتماعية للمجتمع.
بعيداً عن كل شيء، فالمعلم بشر وليس منزهاً عن النقائص، فإن أخطأ وتجاوز حدود القانون يخضع للمحاكمة كمبدأ أصيل، فالقصاص حق للطفلة وأسرتها المفجوعة والمجتمع، امتثالاً لقوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).
فلماذا تأخر القرار الخاص بلجنة التحقيق رغم تداول القضية على مستوى مجالس المدينة؟
حسناً أن تحولت القضية إلى قضية رأي عام حتى تلفت انتباه مؤسسات التربية لضرورة إجراء إصلاحات هيكلية ومعالجات ضرورية على مستوى التعليم الخاص، رغم دور التعليم الخاص المتعاظم على مستوى الولاية واجتهاد كثير من مؤسساته في تطوير عملها.
تحتاج وزارة التربية إلى مخاطبة الرأي العام، لأن القضية تمثل هاجساً للأسر المختلفة وتمس العمود الفقري للعملية التعليمية وهو المعلم، فهل تحتاج الوزارة إلى تفعيل أدوار معاهد التأهيل التربوي؟
لابد من سيادة مبدأ المحاسبة لكل الإدارات المقصّرة في مسؤوليتها الأخلاقية تجاه القضية الجارية بدءاً من إدارة المدرسة موقع الحادثة، حتى لا يصبح الاستثمار في التعليم مطية تتجاوز أسس ومقتضيات العملية التربوية وكلياتها المحصنة للمجتمع.
فهل نرى فعلاً يعالج الشروخ الإدارية لهذه الحادثة؟
الشاهد أن من بين المعالجات المطلوبة تدخلات نفسية لمعالجة آثار الحادثة وسط مجاميع التلميذات والطالبات بمختلف مدارس البنات، فهل نرى تدخلاً لوحدات الصحة النفسية والصحة المدرسية؟
ولنا عودة
إبراهيم أحمد جمعة
الأبيض
الأربعاء 8 /10 /2025