
التمرد ومحاولة الهجمة المرتدة
كتب/عبدالرحمن سورتود
مرت شهور ولم تدخل فيها قوات التمرد أي بلدة ولا مدينة ، ولم تسترجع – خلال هذه الشهور – موقعاً واحداً من المواقع التي استردها الجيش منها .. فقد انحدر منحنى الرسم البياني لعمليات التمرد في الآونة الأخيرة ، فكان هذا الانحدار في صور هزائم متتالية وانسحابات من جميع المواقع التي دخلها الجيش ، واستمر في هذا الهبوط طيلة الفترة الماضية ، إبتداءً من يوم استرداد الجيش “جبل موية” إلى يوم دخولهم مدينة النهود في ولاية غرب كردفان مؤخراً !
لهذا ، كان احتفاء التمرد وأذرعه السياسية – بهذا الدخول العزيز لهم – احتفاءً استثنائياً ، فجعلوا منه مناسبة وسانحة نادرة يجب أن لا تفوت دون استثمارها وتوظيفها :
– أولاً لترميم ما لحق بمعنوياتهم من انهيارات متتابعة في الفترات السابقة..
– ثانياً : فإن الملاحظ أن التمرد في الآونة الأخيرة كان قد وصل به الحال من الضعف للدرجة التي حصر عملياته فقط في إطلاق المسيرات بعد ان كان في مقدوره حشد الموجات من الفزع المدجج تلو الموجات .. فاختفت هذه الموجات طيلة الفترات الماضية ، الى أن أتى يوم دخولهم مدينة النهود ، فجعلوا منه تحفيزاً لقواتهم ، واحياءً لروحهم المعنوية ، ثم – وهو الأهم – تطميناً لوكلائهم بانهم مازلوا ” فاعلين ” وفي الميدان !.
– ثالثاً – وهو موضوع المقال – فإن التمرد يريد من حدث دخولهم مدينة النهود أن يكون نقطة الانطلاقة لهم بعد تلك الانتكاسات المتتابعة ، لبدء الهجمة “المرتدة ” منها ، وجعل الدخول لمدينة النهود هو صنو دخول الجيش ” لجبل موية ” ، نعم ، فكما ان جبل موية كان للجيش انطلاقة الهجمة المرتدة له ومنه اكتسح وبدأ في الهجوم والانتصارات ، فإن التمرد يريد من دخولهم لمدينة النهود ان يكون “كذلك” نقطة الانطلاقة لهجمتهم المرتدة !.
ولكن لا يمكن مقارنة حدث دخول النهود بالنسبة للتمرد بحدث استرداد الجيش لجبل موية ، كما لا يمكن مقارنة وضع الجيش قبل دخوله لجبل موية بوضع التمرد الآن وقبل دخولهم النهود .. فالجيش كان في حالة التحشيد والاستنفار والاستعداد للهجوم طيلة الفترة قبل استرداد جبل موية، الى اتت اللحظة في جبل موية فانقض على الفريسة ثم انطلق ، بينما قوات التمرد هي الآن في اضعف حالاتها وهي داخلة في النهود من التشتت والانهيار في عموم محاور القتال إلا المحور ” المكلف ” والمجمع تجميعا من شتات قواتهم الهاربة والمنكسرة من الخرطوم والجزيرة فدخلوا بها الى مدينة النهود ..
وللموضوع بقية ، ولمن يريد الاستزادة فيه نحيله لمقالنا السابق ” النهود وقانون الازاحة غرباً ” .
وسورتود يحييكم ،،،،،